مها .. في بنطال أحمر !!
كان الكلام حاميا .. وفي هذه الأثناء .. كانت " مها " أخت أريج .. تبحث عنها في الممرات ..
وقد تعجبت أين ذهبت !! كان واضحا من طريقة لبس مها للحجاب أن عندها تساهلا كثيرا ..
فعبائتها ضيقة يتبين منها بوضوح تفاصيل جسدها .. ومع مشيها يظهر البنطال الأحمر الذي
ترتديه .. فيلفت النظر للالتفات إليها .. دخلت مها غرفة الاستراحة .. فرأت أريج مع سارة ..
تعجبت من الجلسة .. ألقت التحية وصافحت سارة وتعرفت على اسمها بلطف .. وجلست
تستمع للحوار ..
كان الكلام ساكنا .. عن حقوق المرأة في الإسلام .. فلم تصبر مها ..
فقالت بكل جرأة : بصراحة .. يا سارة .. بعض النساء أذكى من الرجال .. وأكثر نجاحا
في الحياة .. فلماذا تريدين أنت وغيرك أن تفرقي بين الرجل والمرأة وتحددي لكل منهما
مجالات خاصة لا يصلح أن يزاحمه فيها الآخر .. ودائما الرجل .. الرجل ..
كانت مها متحمسة كثيرا وهي تلقي هذا السؤال .. ضحكت سارة .. وقالت : وأيضاً ..
دائما المرأة .. المرأة .. اسمعي يا مها .. قدّر الله وقضى أن الذكر ليس كالأنثى
في الصفة الخلقية والهيئة والتكوين .. فالرجل أقوى من المرأة .. جسدا .. وأضعف عاطفة ..
والمرأة أقوى منه عاطفة .. وأضعف جسدا .. وكل منهما مطالب بأن يستثمر قوته ..
مها : كيف ؟!
سارة : المرأة لها طبيعتها الجسدية الخاصة .. يعتريها الحيض والحمل .. والمخاض والولادة ..
والإرضاع وشؤون الرضيع .. ولهذا خلقت من ضلع آدم عليه السلام .. من عظام الصدر .. قريبة من القلب ..
أما الرجل فمؤتمن على القيام بشؤون الأسرة .. المرأة والأولاد .. وحفظها والإنفاق عليها ..
ولذلك خلق غليظا .. من تراب الأرض .. ومن آثار هذا الاختلاف في الخلقة : الاختلاف بينهما في القوى ،
والقدرات الجسدية .. والعاطفية ..الاختلاف والتفاوت والتفاضل بين الرجل والمرأة في بعض أحكام التشريع ..
فلما كان الرجل في طبيعته الجسدية .. لا أعني الذكاء والفطنة .. بل أقول : في قوته الجسديه
أقوى وأقدر على التحمل جعله الله مسئولا عن السعي والإنفاق على البيت .. ولما كانت المرأة
أقدر على إدارة البيت والقرب من الصغار .. جعلها مسئولة عن القيام بشؤون البيت ..
وقد أدركت مريم عليها السلام - وهي امرأة - هذه الفوارق فقالت : " وليس الذكر كالأنثى " ..
كأن مها لم تقتنع بكلام سارة كثيرا .. فالتفتت إليها سارة وقالت : مها .. عذرا .. أنت لو كنت مدرسة
وأردت أن تنظمي حفلا في مدرستك .. وأردت أن تقومي بعدة أعمال في قاعة الاحتفال ..
من تنظيف .. ورسم صحائف .. وتعليق أوراق .. ومسح سبورة .. وإعداد كلمات .. وعندك عشرون
طالبة .. متنوعات : فيهن السمينة .. والنحيفة .. وفصيحة اللسان .. والأقل من ذلك .. والجرئية ..
والخجولة .. من ستختارين للوقوف على الكرسي وصعود السلم لتعليق الأوراق ؟
الطالبة السمينة .. أليس كذلك ؟ تبسمت مها وقالت : لا طبعا .. بل الطالبة النحيفة الخفيفة ..
قالت سارة : ومن ستختارين للتنظيف ..؟ الطالبة الفصيحة الجريئة .. صحيح ؟!
قالت مها : لا .. طبعا .. هذه سأجعلها تلقي الكلمة الترحيبية .. وغيرها يتولى صف الكراسي والتنظيف ..
قالت سارة : طيب .. هل في تقسيمك هذا ظلم لأحد ؟
قالت مها : لا .. طبعا .. كلهن أعمالهن مهمه .. تكامل وتعاون ..
قالت سارة : طيب لو احتجّت السمينة .. واعترضت الخجوله .. والنحيفة لم ترضَ بعملها ..
والجريئة أبت أن تلقي الكلمة ..
مها : لا .. لن أقبل اعتراضها .. لأن إسناد العمل الذي يناسب طبيعتها .. ليس ظلما لها ..
شعرت سارة أنها وصلت إلى ما تريد .. وقالت : طيب لماذا تعترضين على تخصيص
الرجل بشيء وتخصيص المرأة بشيء كل بناء على قدرته .. !!
يبدو أن أريج تحمل فكرة مها نفسها .. فقالت - مقاطعة - : سارة .. يعني حرام المرأة تخرج
من بيتها .. !!
سارة - متعجبة - : لا .. ليس حراما .. وأنا لم أقل ذلك ..
أريج : طيب هناك أعمال يقوم بها الرجال تستطيع المرأة أن تعملها مثله ..
بل قد تكون أحسن منه ..
سارة : صحيح .. أنا معك في هذا .. لكن ما رأيك في امرأة تعمل في محل " بنشر " !!
تفك إطارات السيارات .. وعجلات الشاحنات .. ؟
ما رأيك بامرأة تعمل في إزالة انسداد أنابيب المجاري .. فتحفر الأرض .. وتنقل التراب ..
وربما نزلت في الأنابيب .. وفتشت عن الأوساخ ..
ما رأيك بامرأة في شدة الحر .. لمدة ثماني ساعات يومياً .. تسوق الونش الكبير ..
وتحرك رافعته لحمل السيارات المتعطلة .. ورفع الأثقال والحديد لأعالي البنايات ..
ما رأيك بامرأة تعمل في حفر الآبار .. وبناية الجسور .. وتحمل أكياس الإسمنت من سيارة إلى أخرى ؟
ما رأيك بامرأة .. ؟
كانت أريج ومها يكتمان ضحكة مدوية أثناء استماعهما للأمثلة التي تسوقها سارة .. وفجأة
ضحكت الفتاتان بصوتٍ عااال ..
جعلت سارة تهدئ من أصواتهما .. وكان واضحا أن كل عاقل
- مسلما أو غير مسلم - يعلم أن هذه الأمور لا توافق طبيعة المرأة .. بل حتى أصحاب الشركات
لا يكادون يوظفون النساء في هذه الوظائف لعلمهم بعد قدرتهن على المواصلة فيها ..
بل إن المرأة إذا عملت فيها بدأت تفقد أنوثتها ونعومتها شيئا فشيئا .. فيغلظ جلدها ..
وتبرز عضلاتها .. ويتغير لونها ..
جعلت أريج ومها تمسحان دموعهما من الضحك .. وسارة تردد : طيب خلوني أواصل ..
أريج : عذرا .. تفضلي أكملي ..
سارة : بس بلاش ضحك ..
مها : طيب .. طيب ..
سارة : وبالمقابل .. ما رأيك برجل يجلس في البيت .. يعمل الرضاعة للصغير ..
ثم يجلسه في حضنه ويرضعه .. وإن بكى الصغير أخذ يهزه ويطربه ببعض الأهازيج حتى يسكت ..
وإذا تفاجأت إحدى بناته بشيء من علامات البلوغ .. أقبل إليها وفهمها الموضوع ..
وحدثها عن مرحلة الحياة الجديدة التي تستقبلها .. !!
وإن نام ليلة بجانب زوجته .. وسمعوا حركة لص دخل البيت .. اكتفى بإيقاظ زوجته لتعالج الموضوع ..
وتولى هو الصراخ .. وجمع الأطفال !!
وما رأيك برجل ..
انطلقت أريج مرة أخرى ضاحكة .. وقالت : المفروض أن المرأة هي التي تصرخ
وهو يتفاهم مع اللص ..
ردت سارة بذكاء : لماذا ؟! مساواة .. كلاهما يمكن أن يقوم بالعمل نفسة ..
فقالت مها : عجيب !! حتى حليب الأطفال هو الذي يصنعه !! ويضجعه في حضنه ويرضعه .. !!
ويحل مشاكل بناته !! ما بقي إلا يحمل ويلد أيضاً ..
عندها جاء دور سارة بالضحك .. فجعلت طرف عباءتها على فمها وغرقت في الضحك ..
وقد تخيلت رجلا حاملا !!
--------------------
صرخه فى مطعم الجامعه لسه الفصل التانى