رحلت ...
رحلت دون أي أثر ...
رحلت دون أن تترك أي مجال لإعادة النظر ...
رحلت و أخذت معها ... أخذت معها الكثير ...
أخذت معها روحه ... حتى أصبحت أيامه بعدها تعد ...
أخذت معها قلبه .... فلا لم هناك مجال لأن يحب شخصاً آخر ...
أخذت معها عينه ... فلم يعد يرى من نساء الأرض أحد ...
أخذت معها لسانه ... فلم يعد يعرف كيف تنطق كلمة " أحبك " ...
أخذت معها عقله ... فلم تبقي منه إلا ما يمكن أن يفكر بها ...
رجاها ... قال ... أعيدي ما أخذتي ... و دعيني أكمل الطرق وحدي ...
رفضت ... لا يعرف السبب ...
لماذا تركت الجرح مفتوحا ؟؟ ألم تستطع علاجه قبل الرحيل ؟؟
أليست هي طبيبة ؟؟؟ لماذا تخلت عن ذاك القسم ؟؟؟
لم يعطها ممحاة يوماً ... و لكنها مسحت الذكرى بسرعة ...
كان يريد أن يقول لها .... أنه سوف يعيش على الذكرى لبقية عمره ...
و لن يعيش على غيرها ...
لم تهتم ...
و بقي هو ... كمن فقد رجله و يده ... و ليس معه طعام و لا وماء ...
لا يعرف كيف سينجو من بحر الصحراء ...
و هو لا يرى على مد البصر أحد ...
لكن لا يزال متفائلاً ...
بأن الشمس يوماً ستخفف حرها ...
و أن الملكة ستعلن عفوها ...
و أن السجين سوف يطلق سراحه ...
وسوف تداوى الجروح ...
كيف و أين و متى ...
هذا ما لا يعرفه ...